بقلم / عاطف محمد عبد الوهاب
لا جدال أن الإرهاب بات ظاهرة عالمية لا يفرق بين وطن وآخر، وأن العالم بات الآن يكتوى بناره بلا استثناء!!.
لكن يبقى شىء ـ صحيح أنه غير محير ـ لكن يطرح علامات استفهام كثيرة وهو أن فرنسا أعلنت أن تنظيم داعش الإرهابى وراء العمليات الأخيرة على أرضها، وأن التنظيم الإرهابى صناعة أمريكية ولا أحد ينكر ذلك؟!.. وبالتالى تكون أمريكا غير سالمة من التورط فى جريمة الأراضى الفرنسية.. فما القصة على وجه التحديد؟!
فرنسا لها دور مهم فى سوريا بالاشتراك مع روسيا، والولايات المتحدة لا يعجبها الدور الروسى الفرنسى، ولديها إصرار شديد على ترك سوريا لجماعات الإرهاب حتى يكتمل مخطط التقسيم الغربى ـ الأمريكى، وألا تقوم قائمة مرة أخرى لهذه البقعة من الأرض العربية.. رسالة أمريكا موجهة لروسيا قبل فرنسا، ولذلك لا نستبعد أبداً الضغوط الشديدة التى يتم ممارستها على الروس والفرنسيين من موقفهم فى سوريا.. وهذا ما يفسر وجود جواز سفر سورى بجوار إحدى الجثث فى مسرح العمليات، ولم تنكر فرنسا أبداً أن وراء هذه العمليات تنظيم «داعش» الإرهابى الذى تسخدمه الولايات المتحدة فزاعة ضد كل من يناهض السياسة الأمريكية.
ومعروف أن الموقف الأمريكى يسير فى خطى ذات محاور متعددة بهدف تدمير سوريا وليبيا واليمن، وليست فرنسا بعيدة عن المشاركة فى المخططات الغربية ـ الأمريكية، لكن لها موقف مغاير تحديداً بشأن سوريا، مما دفع إحدى أدوات أمريكا «داعش» لأن يقوم بارتكاب هذه المجزرة داخل الأراضى الفرنسية، ولا غرابة فى ذلك، فمعروف أن كل التنظيمات الإرهابية فى العالم أجمع من صنيعة بريطانيا وأمريكا، وبالتالى فإن اكتواء فرنسا بنار الإرهاب إنما نابع أصلاً من الولايات المتحدة الأمريكية التى تستخدم أدواتها الإرهابية فى كل من يعارض سياستها.
لا أعتقد أن هذا المفهوم غائب عن أى بصير بطبيعة الولايات المتحدة، التى تسير فى مخطط ولا تريد أن تتراجع عنه قيد أنمله، وبالتالى فإن الإرهاب هو صناعة الغرب وأمريكا يكتويان بناره الآن.. ويوم حذرت مصر من مخاطر الإرهاب فقد كانت محددة تماماً بأن هذا الإرهاب لا يفرق بين وطن وآخر، لأنه لا أخلاق له ولا دين، بالإضافة الى أنه يهدف الى إظهار الإسلام بصورة سيئة ويظهره فى غير ثوبه.. والأمر فى النهاية لا يعدو سوى مؤامرة أمريكية ـ غربية بهدف النيل من معارضى الولايات المتحدة